الآثار النفسية للطلاق على الأطفال.
عندما تصبح الحياة شبه مستحيلة ، أو عند إنعدام التفاهم بين الزوجين ، أو ربما لأسباب أقل كثيراً من ذلك .. يجد الزوجين اللذين لديهم أطفال يطرحون أسئلة مثل هل يجب أن نبقى معًا من أجل الأطفال؟ هل سنتمكن من تربية الأطفال بالطريقة التي نتمناها حتى وإن كنا منفصلين؟.
سؤال صعب أليس كذلك؟! ، لكن يؤسفني القول أن أغلب الحالات تنتهي إلي طريق مظلم ، ويجد الآباء أن الطلاق هو الخيار الوحيد.
وعلى الرغم من أن جميع الآباء والأمهات قد يكون لديهم الكثير من المخاوف في أذهانهم - من مستقبل وضعهم بعد الطلاق ، أو مخاوف ناتجة عن التفكيرفي من ستؤول إليه الحضانة.
كذلك قد يشعرون بالقلق (أحيانا) بشأن كيفية تعامل الأطفال مع الطلاق.
- والسؤال المهم الآن.. ما هي الآثار النفسية للطلاق على أطفالهم ؟ .
حسناً.. يمكننا القول أن هذا حسب كل طفل وطريقة تعامله مع الموقف في حين أن الطلاق مرهق لجميع الأطفال ، إلا أن بعض الأطفال يعتادون الأمر بشكل أسرع من الآخرين
السنة الأولى بعد الطلاق هي الأصعب.
هذا متوقع ! الأطفال يعانون أكثر خلال السنة الأولى أو أول سنتين بعد الطلاق .من المحتمل أن يعاني الأطفال من الضيق والغضب والقلق ، ويكون الوضع خطيراً عندما يواجه الأطفال أي شعور مما سبق ، ويتمكن من إخفائه ولا يمكن للأبوين ملاحظته .حيث أن هذا مؤشر محتمل لتغيرات نفسية عنيفة في حياة الطفل مستقبلاً.
ولكن أيضا العديد من الأطفال يعتادون على التغييرات في الروتين اليومي و يتعايشون ويشعرون بالراحة مع الترتيبات الجديدة في حياتهم.
ومع ذلك ، يبدو أن آخرين لا يعودون أبدًا إلى طبيعتهم. و قد تواجه هذه الفئة من الأطفال مشاكل مستمرة - ربما حتى مدى الحياة - بعد طلاق والديهم.
* تأثير الطلاق على الأطفال عاطفياً.
يخلق الطلاق اضطرابات عاطفية لجميع أفراد الأسرة ، ولكن بالنسبة للأطفال ، قد يكون الوضع مخيفًا للغاية ومربكًا ومحبطًا ، ورغم المعاناه العاطفية التي يعيشها أغلب المطلقين حديثاً ، ولكن لا يلتفت أحدهم إلي ما قد يواجهونه عاطفياً ، بل قد يقابلونه بإستخفاف إذا عبر عنه الطفل ـ بإعتبار أنه صغير لا يفهم تلك المشاعر ، أو أنانية من الأبوين لا يشعرون أنهم يمارسونها.- غالباً ما يكافح الأطفال الصغار بين 4 و 7 سنوات لفهم السبب الذي يجبرهم علي الانتقال بين منزلين.قد يشعرون بالقلق من أنه إذا توقف والديهم عن حب بعضهم البعض في يوم من الأيام ، فقد يتوقف والديهم عن حبهم ، أو خوف الطفل من أنه قد يخسر أحد والديه بسبب مشاكل ما بعد الطلاق بين الأبوين.
- الأطفال في سن المدارس الابتدائية غالباً ما يظنون أن الطلاق هو خطأهم. قد يظنون أنهم ارتكبوا خطأ ما لا يعلمه أدي إلي الطلاق
- المراهقين غالباً ما يكونوا غاضبين جدًا من الطلاق والتغييرات التي يخلقها. قد يلومون أحد الوالدين على فسخ الزواج أو قد يكرهون أحد الوالدين أو كلاهما بسبب الاضطرابات في الأسرة..
أشكال المعاناة المرتبطة بالطلاق.
الطلاق عادةً سبب في أن الأطفال يفقدون الاتصال اليومي مع أحد الوالدين - وغالبًا ما يكون الأب.تؤثر قلة التواصل على الترابط بين الوالدين والطفل ووفقًا لبحث تم نشره في عام 2014 ، وجد الباحثون أن العديد من الأطفال يشعرون بأنهم أقل قربًا من آبائهم بعد الطلاق.
بالنسبة لبعض الأطفال ، فإن انفصال الوالدين ليس هو الجزء الأصعب ، لكن الضغوطات المصاحبة هي التي تجعل الطلاق أكثر صعوبة.
تغيير المدارس ، والانتقال إلى منزل جديد ، والعيش مع أحد الوالدين دون الآخر هي مجرد عدد قليل من الضغوطات الإضافية التي تجعل الطلاق صعباً.
الصعوبات المالية معتادة أيضا بعد الطلاق حيث يتعين على العديد من العائلات الانتقال إلى منازل أصغر أو تغيير الأحياء التي يعيشون بها أو حتي المدينة كلها ! وغالبًا ما يكون لديها موارد مادية أقل.
* الزواج من جديد والتغيرات المستمرة في حياة الطفل.
معظمنا نرى الكثير من الزيجات الجديدة وفيها أحد الزوجين أو كلا الزوجين قد سبق له الزواج ولديهم أطفال يشهدون ذلك ، وهذا يعني أن العديد من الأطفال يتحملون تغييرات مستمرة في حياتهم لا يعرفون لها سبباً واضحاً بالنسبة لأعمارهم.معلومة يجب ذكرها..معدل الفشل في الزواج الثاني أعلى من الزيجات الأولى.لذلك الكثير من الأطفال ممن إنفصل آباؤهم ، يعانون من الانفصال والطلاق أكثر من مرة في حياة آبائهم على مر السنين.
* الطلاق قد يزيد من خطر مشاكل الصحة العقلية.
الطلاق قد يزيد من خطر مشاكل الصحة العقلية عند الأطفال والمراهقين. بغض النظر عن العمر والجنس والثقافة ، فإن أطفال الآباء المطلقين يعانون من مشاكل نفسية متزايدة.كذلك قد يؤدي إلى اضطراب في التكيف لدى الأطفال والذي يبدأ في الظهور خلال أشهر قليلة . لكن الدراسات وجدت أيضًا أن معدلات الاكتئاب والقلق أعلى عند الأطفال من الآباء المطلقين.
* الطلاق قد يزيد من مشاكل السلوك.
قد يواجه الأطفال من العائلات المطلقة المزيد من المشكلات ، مثل اضطرابات السلوك والانحراف مقارنة بأطفال العائلات الطبيعية .بالإضافة إلى مشاكل السلوك ، قد يتعرض الأطفال أيضًا لمزيد من الصراع مع من هم في مثل أعمارهم بعد الطلاق ، حيث قد يتعرضون للتنمر أحياناً ، أو قد يواجهون أسئلة يصعب الرد عليها مما يسبب المزيد من الكبت لدي الطفل
* الطلاق قد يؤثر على الأداء التعليمي للطفل.
لا يتأثر الأطفال في العائلات المطلّقة دائمًا على المستوى التعليمي. لكن أحيانا يهبط مستواهم وقد يتعرضون لمشكلة في المدرسة إذا كان الطلاق غير متوقع ، علي عكس الحالات المتوقع أن يحدث فيها الطلاق، تقل نسبة تأثر الطفل من الناحية التعليمية..
* المشكلات التي قد تمتد إلى مرحلة البلوغ.
وفقاً لبعض الأبحاث ، قد يواجه الكبار الذين عانوا من الطلاق أثناء الطفولة المزيد من الصعوبات في علاقاتهم الزوجية فيما بعد . معدلات الطلاق أعلى للأشخاص الذين انفصل آباؤهميلعب الآباء دورًا رئيسيًا في كيفية تكيف الأطفال مع الطلاق. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تقلل من الخسائر النفسية التي يتعرض لها الطفل بعد الطلاق:
1- لا تضع الأطفال في قلب المعركة !.
إن مطالبة الأطفال باختيار الوالد الذي يفضل العيش معه ، أو أن يقوم أحد الأبوين بتوصيل الرسائل بينهما عن طريق الطفل هو أمر غير مناسب إطلاقاً . ويجعل الطفل معتقداً أن أحد أبويه هو شخص أفضل من الآخر .
الأطفال الذين يجدون أنفسهم محاصرين في الوسط هم أكثر عرضة للتجربة والاكتئاب.
2- حافظ على علاقة صحية مع طفلك.
التواصل الإيجابي ، والدفء الأبوي ، وتقليل الصراع قد يساعد الأطفال على التكيف مع الطلاق بشكل أفضل. إن وجود علاقة صحية بين الوالدين والطفل تساعد الأطفال على التكيف والتعايش برضا مع الأمر و الحفاظ علي أداء علمي أفضل بعد الطلاق.
3- راقب أبناءك المراهقين جبداً.
عندما يولي الوالدان اهتمام كافي بما يفعله أبنائهم المراهقون ، ومحاولة معرفة مع من يقضون وقتهم ، يجعل المراهقون أقل عرضة لإظهار مشاكل في السلوك بعد الطلاق.
4- قم بتقوية طفلك نفسياً .
الأطفال الذين يشككون في قدرتهم على التعامل مع التغييرات وأولئك الذين يرون أنفسهم ضحايا عاجزين هم أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية. علم طفلك أنه على الرغم من صعوبة التعامل مع الطلاق ، إلا أنه يتمتع بالقوة العقلية للتعامل معه ، علّم طفلك كيفية التعامل مع أفكاره ومشاعره وسلوكياته بطريقة صحية.
4- ساعد طفلك على الشعور بالأمان.
الخوف من هجر الأبوين والمخاوف بشأن المستقبل يمكن أن تسبب الكثير من القلق لطفلك بعد الطلاق. لكن مساعدة طفلك على الشعور بالحب والأمان يمكن أن يقلل من إحنكالات وجود مشكلات نفسية أوعقلية لطفلك مستقبلاً.
5-حضور برامج توعية الوالدين.
هناك العديد من البرامج المتاحة للمساعدة في تقليل تأثير الطلاق على الأطفال. يتم تعليم الآباء والأمهات مهارات واستراتيجيات مشتركة لمساعدة الأطفال على التعامل مع الواقع الجديد.

هل الأطفال أفضل حالا عندما يبقى الوالدان متزوجين؟.
على الرغم من أن الطلاق صعب على العائلات ، فإن الإستمرار من أجل الأطفال فقط قد لا يكون الخيار الأفضل. قد يكون الأطفال الذين يعيشون في منازل بها الكثير من الجدال والمشكلات أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الصحة العقلية ومشكلات السلوك.متي تعرف أن طفلك يحتاج المساعدة ؟.
من الطبيعي أن يواجه الأطفال بعض المشكلات في فهم مشاعرهم و متوقع جداً أن تجد تغير في سلوكهم بعد انفصال الوالدين مباشرة. ولكن ، إذا استمرت هذه المشكلات مع طفلك لا عيب في أن تبحث له عن مساعدة طبيب نفسي.قد يساعد العلاج النفسي المبكر طفلك على التعامل مع مشاعره وتجاوز السلبي منها.
.......................................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق